عمل جبار، غير مسبوق، يستحق وقفة تقدير وعرفان، ذاك الذي قامت به المصالح الاستخباراتية المغربية في مالي، بعد نجاحها في تحرير عامل إغاثة ألماني، ظل محتجزا لدى جماعات متطرفة في الساحل، منذ أكثر من أربع سنوات ونصف.
وتتويجا للجهود العظيمة التي بذلتها المصالح الاستخباراتية المغربية بسرية مطلقة لضمان إنجاح هذه العملية الحساسة جدا، تم تحرير الناشط الألماني، ونقله إلى مكان آمن، قبل تسليمه إلى أجهزة استخبارات بلاده، التي كانت مرابطة بمالي، تنتظر النتائج التي سيسفر عنها التدخل الاستخباراتي المغربي.
العملية النوعية التي بصمت عليها المخابرات المغربية، والتي يمكن وصفها بالدولية، تستحق بالفعل تصفيقات حارة لكل الأطر الاستخباراتية المغربية التي شاركت في إعادة المواطن الألماني إلى بلاده سالما معافى.
مثل هذه العمليات، وغيرها، ليست وليدة اليوم، والمخابرات المغربية، عودت العديد من الدول العظمى، على تقديم خدمات غير مسبوقة، والتي كانت تمكن من إحباط عمليات إرهابية لتنظيمات خطيرة كان يتم التدبير لها بليل، أو الإطاحة بعدد من الذئاب المنفردة.
المخابرات المغربية لم تعد صمام أمان للمغرب فقط، ولكن للعديد من الدول الصديقة في مختلف بقاع العالم، خاصة أوربا وأمريكا، حيث ورد في تصريحات لمسؤولين وبلاغات لأجهزة شرطة دولية، أن المخابرات المغربية، ساعدتهم في إحباط العديد من التهديدات، وكشفت الكثير من المؤامرات الإرهابية، خاصة تلك التي تمت هندستها بناء على أوامر من قادة “الدولة الإسلامية”.
ومن بين الدول التي أشادت واعترفت بالمخابرات المغربية كقوة كبرى وفاعلة في مجال مكافحة الإرهاب، وكالتي الاستخبارات الأمريكية، سيا، وإف بي آي، إلى جانب حكومات فرنسا، اسبانيا، بلجيكا، ألمانيا، ودول أخرى عديدة في القارة الأوروبية.