بادئ ذي بدء، أود التوضيح للقراء الأفاضل، بأن العنوان أعلاه، “زيان يحتفل بفوز المنتخب الوطني من داخل زنزانته”، يٌقارب في مضمونه ما تعكسه المرآة من صور السطور المكتوبة، أي أن العكس هو الصحيح، والعنوان الأصوب هو أن “زيان لم يحتفل بفوز المنتخب الوطني من داخل زنزانته”، وانطلاقا من هذه الحقيقة الساطعة، فاختيار هذا العنوان لم يأت هكذا اعتباطا، وإنما له أسباب نزول في غاية الوجاهة.
بدون أدنى شك، حقيقة لا يتناطح حولها كبشان، هي أن آخر من يمكنه الاحتفال بفوز المنتخب الوطني لكرة القدم، وتأهله إلى ربع النهائي في سابقة تاريخية هي الأولى من نوعها لدى العرب أجمعين، هو محمد زيان، وذبابه الإلكتروني الذي يحوم على الصفحات والمواقع.
بكل تأكيد، لن يحتفل زيان بفوز المنتخب الوطني مثل جميع المغاربة داخل وخارج التراب الوطني، ولن يفرح لفرحة المغاربة ولن يسعد بسعادتهم، ليس لأنه حبيس زنزانة في سجن العرجات بسلا، في انتظار تنقيله بعد إتمامه شهرا من الاعتقال كما نُرجح ونعتقد، وفق قواعد مندوبية السجون الجاري بها العمل مع أي سجين مُدان ابتدائيا واستئنافيا، وليس لأنه محكوم بثلاث سنوات حبسا نافذا، ولكن لأن الرجل لا يحب وطنه أصلا، ولا تهمه فرحة ولا سعادة المغاربة، بل لا يريد الخير لهذا البلد، ولنا في هذا الرأي دليل ساطع وبرهان قوي.
هل تذكرون عندما خرج محمد زيان ذات نوبة هستيرية، وصرخ بأعلى صوته أمام وسائل الإعلام، بأن المخابرات المغربية، المعروفة بالمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، ديستي، لا تنفع المغرب، وبأن الوقت حان لحلها، أي إلغائها وحذفها والشطب عليها من لائحة المؤسسات الوطنية؟
هل يتذكر الذباب الإلكتروني القذر والوسخ وساخة من يسخرونه، والذي يحوم حاليا في مختلف المواقع والصفحات لتبييض سواد وجه زيان ومحاولة التدليس على الرأي العام باعتباره سجين رأي وتعبير، هل يتذكر ماذا كان يقول زيان في حق هذه المؤسسة الوطنية الحساسة والمهمة لاستقرار الوطن، وضمان أمن وسلامة المواطن، وعدم تورعه عن المطالبة بحلها والتخلص منها؟
يمكن التحقق من خلفيات أفكار زيان، إذا أدركنا أن أجهزة الاستخبارات في العالم كله، في أقوى الدول العريقة في الديمقراطية، ترصد لها الميزانيات الضخمة والخيالية، وتُسخر لها الإمكانيات المادية واللوجستية بلا حساب، لكي تنهض بواجبها في ضمان وحماية أمن الوطن والمواطن، والقارئ اللبيب لن يجهل أبدا مدى أهمية الأمن والاستقرار لأي دولة تطمح إلى الرقي والازدهار والتقدم، وجدواه في تعميق وتقوية ثقة المستثمر الأجنبي وحتى الوطني، فلا استثمار بدون أمن، ولا رقي بدون استقرار أو استتباب أمني.
وعندما يأتي شخص مثل زيان، ويطالب بحل أجهزة المخابرات المغربية، فبدون أدنى شك كان يخدم أجندة مؤامرات خارجية تستهدف أمن واستقرار المملكة المغربية، بوعي منه أو بدون، بمقابل أو بـ”بلاش”، المهم أن زيان كان عبدا من العبيد المسخرة والمتآمرة على بلادنا، وعوض أن يشكر رجالات بلاده في ضمان أمنه واستقراره، تحول إلى أداة في يد الأجنبي، لاستهدافهم، وتبخيس جهودهم، والتشهير بهم في قضايا مفبركة.
فهل يمكن لمحمد زيان، وكل من ساروا على شاكلته، أن يحتفلوا بفوز المنتخب المغربي، أقصد، هل لديهم الشعور الوطني وحب الوطن والغيرة الصادقة على بلادهم.
بكل تأكيد، فاقد الشيء لا يعطيه.
#زيان_التآمري_الفاشل
#Ziane_la_justice_triomphe