صفحة الشعب
الثلاتاء 14 أبريل 2020
انهت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية؛ الجدل حول صيام شهر رمضان المعظم من عدمه، وذلك بعد بحث تداعيات فيروس كورونا، ومدى تأثيره على صيام شهر رمضان، بحضور كبار الأطباء وجهات التخصص الطبي بفروعه المختلفة، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية وعدد من علماء الشريعة بالأزهر الشريف.
كانت وسائل التواصل الاجتماعي شهدت خلال الفترة الاخيرة جدلا كبيرا حول امكانية صيام رمضان او التوصية بمنع الصيام كإجراء وقائي لمنع الاصابة بفيروس كورونا، بعد انتشار بعض الآراء الطبية التي اكدت ان الصيام يؤدي الى جفاف الحلق وبالتالي فان ذلك يجعل الشخص اكثر عرضة للإصابة بالفيروس الذي يساعده جفاف الحلق على الانتشار داخل الجسم والوصول الى الرئة وتدميرها
انتهت اللجنة إلى أنه لا يوجد دليل علمي حتى الآن، على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا المستجد، أو أن جفاف الحلق مرتبط بشكل مباشر بتسهيل الإصابة من عدمه وفق الطرح الطبي الذي لم يتأكد علميا، وعلى ذلك تبقى أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه من وجوب الصوم على كافة المسلمين، إلا من رخص لهم في الإفطار شرعًا من أصحاب الأعذار الطبية المعروفة سابقا.
الجدل انتهي ولكن الألم لم ينتهي فكل مظاهر رمضان قد منعت للأسف الشديد، فلا صلاة تراويح ولا جماعة في قيام الليل ولا تجمع حول القرآن في ساحات المساجد ولا حتى موائد الرحمن للإفطار الجماعي، فقد رمضان مظاهره السطحية والشكلية التي تعودنا عليها على مدار التاريخ والسنوات ولكنه لم يفقد الهدف الحقيقي منه، فرمضان شهر عبادة وتقرب إلى الله لا شهر مظاهر وبدع.
كلنا يمكن أن نتحدى كورونا معا ونحول هذه الظروف القاسية إلى سعادة وبهجة في استقبال رمضان الكريم، فكلنا مدعو إلى تزيين منزله وشرفته وتعليق فانوس رمضان البديع وتحويل موائد الرحمن التي تعودنا عليها إلى وجبات جافة أو دعم نقدي أو دعم بالمواد الأساسية للمحتاجين فلا يوجد أى شيء يمنعك من الخير، أما عن قراءة القرآن فلا يوجد على وجه الأرض من يمنعنا منها فلنقرأ جميعا في منازلنا ونحي شعائر رمضان الجميلة ولنصلي ونكبر ونهلل مع أسرنا وأولادنا فهم جماعتنا الآن وهم أولى بأن نبث فرحة رمضان في قلوبهم لا أن ندخل عليهم مزيد من الضغط والحزن أو الاكتئاب بسبب ما نمر به، فليستعد كل منا لاستقبال رمضان ولنجعل منازلنا مبهجه وقلوبنا عامرة ولندعو الله أن يزيل عنا الغمة وأن يرفع عنا البلاء وأن نتواصل اجتماعيا مع أهلنا ونخفف عنهم تليفونيا حتى يسمح لنا بالزيارات البسيطة أو يرفع الحظر تماما ونستطيع أن نستعيد حياتنا.
يمكن خلال رمضان أن نقوم بعمل شيء مناسب وليكن كل واحد منا يملك ويستطيع أن يصنع وجبة أو اثنين زيادة عن حاجته أو عدد أفراد أسرته وليضعها أمام منزله أو في شنطة معلقه من شرفته ليحصل عليها من يريدها وليأكل كل من يريد دون تجمع أو زحام أو لنعيد شكل مائدة الرحمن بشكل آخر يبعث في قلوبنا السعادة ويقدم الخدمة لمن يريد ويحقق بعد التواصل والرحمة بيننا كما تعودنا.
هي أيام كريمة كلها رحمه ومغفره، اصدقكم القول فلقد شعرت مؤخرا بألم شديد في قلبي لان هذا الشهر له قوس خاصه ومظاهر وعادات تعودنا عليها منذ كنا اطفال وتوارثناها عن ابائنا وقد منعت منا وهذا جعلني اشعر بألم وغصه ولكن بعد تفكير طويل اعتقد اننا قادرون على خلق روح جديدة والاستمتاع بهذا الشهر الكريم والحفاظ على سلامتنا جميعا دون الاخلال بتعليمات الدول الصحية وفي الوقت نفسه تحقيق روح رمضان الظاهرية والحقيقية.. كل عام انتم بخير وسعادة دائما
مذير نشر وتحرير : المحارب الملكي