
صفحة الشعب
الإتنين 30 مارس 2020
ازدادت المخاوف من حصول انكماش في ألمانيا وشلل اقتصادي في الولايات المتحدة، الاثنين، فيما بات أكثر من ثلاثة مليارات نسمة حول العالم يلازمون منازلهم على أمل وقف انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتُواصل حصيلة الوباء الارتفاع مع وفاة نحو 36 ألف شخص في العالم، فيما تجاوزت إيطاليا سقف 11 ألف وفاة، وأحصت إسبانيا 800 وفاة أضافية في 24 ساعة، مقابل وفاة 418 شخصا في فرنسا في عدد قياسي.
رغم ذلك، تشهد إسبانيا، البلد الثاني الأكثر تضررا مع 7340 وفاة، تباطؤا في تزايد عدد الوفيات والإصابات منذ بضعة أيام ما يوحي أن الوباء سيبلغ ذروته قريبا، علما بأن 25 ألف شخص قضوا في أوروبا وحدها.
ووصلت الاثنين إلى ميناء نيويورك سفينة مستشفى عملاقة تضم ألف سرير، بغرض تقديم المساعدة إلى مستشفيات المدينة، التي لا تزال بؤرة الوباء في الولايات المتحدة مع أكثر من 33 ألف إصابة و776 وفاة.

لكن ذلك لم ينعكس تشاؤما في وول ستريت، التي افتتحت على ارتفاع بلغ 0,43 في المئة قرابة الساعة 14,15 ت غ.
وفي السياق نفسه، لم تسجل الأسواق الأوروبية خسائر كبيرة، حتى أنها حققت أرباحا، مثل بورصتي فرانكفورت وباريس.
وإذ أكد أن الفيروس ضرب أوروبا “بشراسة مذهلة”، اعتبر صندوق النقد الدولي الاثنين أن “انكماشا عميقا” في 2020 في القارة العجوز هو “أمر مسلم به”.
وثمة توقعات أن يتراجع الاقتصاد الألماني الأكبر في أوروبا بنسبة 2.8 في المئة هذا العام، وفق ما أفادت لجنة الحكماء الاقتصاديين التي تقدم مشورة الى الحكومة.
وتعطلت وسائل النقل في شكل كامل كون 3,38 مليارات شخص أجبروا على ملازمة منازلهم، أي نحو 43 في المئة من سكان العالم، وتوقف تاليا الطلب على الخام.
وواصلت أسعار النفط تراجعها، الاثنين، ليبلغ سعر نفط برنت أدنى مستوى وصله في نهاية 2002 وينخفض نفط غرب تكساس الوسيط عدة مرات إلى ما دون العتبة الرمزية البالغة 20 دولاراً.
غير أن وفرة العرض مع استمرار حرب الأسعار بين السعودية والروسية تساهم أيضا في تراجع الأسعار. وتشاور الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاثنين، في هذا الموضوع هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وكان الأخير قد دعا سكان موسكو الـ12,5 مليونا إلى “التعامل بجدية” مع قرار الحجر الذي فرض عليهم اعتبارا من الاثنين.
في انتظار الذروة
في هذا السياق، بات الجميع يرصد الموعد الذي يبلغ فيه الوباء ذورته لجهة عدد الوفيات.
وتوقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يحصل ذلك في الولايات المتحدة “خلال أسبوعين” فيما تأمل السلطات الصحية في أوروبا أن يكون هذا الموعد وشيكا.
وفي الانتظار، يبدو أن العزل التام المستمر منذ ثلاثة أسابيع بدأ يؤتي ثمارا مشجعة في إيطاليا، البلد الذي سجل عددا قياسيا عالميا للوفيات (11500) مقابل 97 ألفا و689 إصابة.
وقال نائب وزير الصحة الإيطالي بييرباولو سيليري الاثنين “نأمل أن نبلغ الذورة خلال سبعة أو عشرة أيام على أن يبدأ الوباء بالتراجع بعدها منطقيا”.
لكن الطواقم الطبية أنهكت في فرنسا، حيث قضى أكثر من ثلاثة آلاف شخص بالفيروس في المستشفيات بينهم 418 في الساعات الـ24 الاخيرة.

وكتبت إيليز، الممرضة في مركز بيزانسون الاستشفائي في شرقي فرنسا على فيسبوك “هذا الصباح استيقظت وأنا أبكي. تناولت الفطور وأنا أبكي. هيأت نفسي وأنا أبكي، هنا في حجرة تغيير الملابس في المستشفى أجفف دموعي. الناس على الأسرة يبكون أيضا وعلي أنا تقع مسؤولية تجفيف دموعهم”.
في اليونان، سادت الاثنين مخاوف من انفجار قنبلة صحية موقوتة، بعد إعلان وفاة مسنة في السادسة والسبعين بفيروس كورونا في جزيرة ليسبوس في بحر إيجه، والتي تضم مخيم موريا المكتظ للاجئين.
وفي المجر، تخشى المعارضة أن يشكل الوباء ذريعة للسلطة لتحد من الحريات العامة في شكل أكبر. وفي هذا الإطار، حصل رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الاثنين، على موافقة البرلمان لإصدار التشريعات اللازمة في إطار حال طوارئ مفتوحة لمكافحة كورونا.
مذير نشر وتحرير : المحارب الملكي